في ظل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، يبرز خطر الإشعاع النووي كأحد أعقد التحديات الصحية في المنطقة. ورغم أن سوريا ليست طرفًا مباشرًا في النزاع، إلا أن قربها الجغرافي وهشاشة بنيتها الصحية والإدارية يجعلها معرضة بشدة لتأثيرات الانبعاثات الإشعاعية سواء نتيجة لقصف منشآت نووية أو استخدام أجهزة تشتيت إشعاعي (قنابل قذرة). يعتمد مستوى الخطورة على نوع الحادث، من تسرب عرضي إلى انصهار نووي أو سحابة مشعة عابرة للحدود. ويُظهر تقييم الوضع الداخلي غياب البنية التحتية اللازمة للاستجابة الإشعاعية، بما في ذلك غياب نظام إنذار مبكر، ضعف في الجاهزية الطبية، وانعدام في التواصل المجتمعي. توصي الورقة بخطة من ستة محاور تبدأ بإنشاء وحدة وطنية متخصصة، مرورًا ببناء شبكة مراقبة إشعاعية، وتدريب الفرق الطبية، وتأمين الأدوية الحيوية، وانتهاءً بحملات توعية وتمارين ميدانية. هذه الإجراءات، حتى لو نُفذت جزئيًا، كفيلة بتقليل الأثر الصحي والنفسي لأي طارئ نووي محتمل، وحماية السكان الأكثر ضعفًا.
يستهدف هذا التقرير صنّاع القرار في القطاع الصحي والإداري في سوريا، ولا سيما الجهات الحكومية المعنية بإدارة الطوارئ، وزارة الصحة، وزارة الطوارئ الوطنية، وهيئة الطاقة الذرية السورية، إضافة إلى المنظمات الإنسانية المحلية والدولية العاملة في مجالات الإغاثة الصحية، التوعية المجتمعية، والدفاع المدني. كما يُعد مرجعًا إرشاديًا للعاملين في التخطيط الاستراتيجي، والباحثين في مجالات الصحة العامة، الأمن الإشعاعي، والاستجابة للكوارث في مناطق النزاع.
يُقدّم هذا التقرير تحليلًا شاملًا لمخاطر الإشعاع النووي المحتملة نتيجة النزاع العسكري بين إيران وإسرائيل، مع التركيز على الانعكاسات الصحية الإقليمية، وإمكانية تَأثُر سوريا بسيناريوهات التسرّب أو الانفجار النووي. يشمل التقرير مراجعة للمنشآت النووية في المنطقة وتقييمًا لسيناريوهات التعرّض الإشعاعي، شرحًا علميًا مبسطًا للآثار الصحية للإشعاع بأنواعه، عرضًا للإرشادات الدولية في الاستعداد والاستجابة (WHO, IAEA, CDC)، تقييمًا لواقع الجاهزية السورية، وخطة عمل مقترحة لتعزيز القدرة الوطنية على الاستجابة لحالات الطوارئ الإشعاعية.
تم إعداد التقرير بلغة علمية مبسطة تُمكّن المختصين وصنّاع القرار من استخدامه كمرجع عملي وتخطيطي.